Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
BOUJEMAA ACHEFRI
5 juin 2005

Lièvre

courb81

عن "أرنب الغابة السوداء" لبوجمعة أشفري

حين قرأت مخطوطة "أرنب الغابة السوداء" لأول مرة كان انطباعي غامضا، كان نوعا من الشعور الهلامي الكثيف الملتبس لا أستطيع تبينه وفرز ملامحه، فحاولت التعبير عنه بأسلوب قريب من الشعر، يلملم هذا الشعور الملتبس الكثيف، ويقدمه خاما كما شعرت به، والكلمة التي كتبتها حينئذ هي التي تفضل الشاعر فوضعها على ظهر الغلاف.

وحين عدت إلى قراءة الكتاب المطبوع مرة أخرى، استرجعت ذلك الانطباع الأولي الملتبس مرة أخرى، وطرحت عليه مجموعة من الأسئلة الصغيرة التفصيلية، حاولت من خلالها أن أفككه لأفهمه، لأفهم طبيعته ومصادره في نصوص المجموعة، ولأترجمه إلى كلمات بسيطة وواضحة تخرجه من الظلمات إلى النور.

ولكن هذه المحاولة فشلت، وبقيت الأسئلة في أكمامها دون أن تتفتق عن أجوبة، لذلك سأكتفي بطرح هذه الأسئلة.

وأول سؤال طرحته، كان على الغلاف: لماذا هذه الصور المنثورة على رمال الغلاف الصفراء؟ وهل هي لرجال ونساء متعددين أو لرجل وامرأة فقط، في أشكال وأوضاع متعددة حسب تطور العلاقة بينهما؟ وهل هما يرقصان؟ يتحابان؟ يتصارعان؟ هل تعبر هذه الأجساد المزدوجة الجنس في التحامها وانفصالها عن العقم أو عن الخصوبة؟ وهل هناك دلالة لكون فنانين اثنين (وليس واحدا) كانا وراء هذا الغلاف: أحدهما امرأة والثاني رجل. فكرة الغلاف: كنزة بنجلون، وإنجازه: أحمد رشيدي؟

أما السؤال الثاني، فكان عن العنوان: ما هي هذه الغابة السوداء؟ هل هي غابة ديونيسوس/ نيتشه/ لورانس: الحياة الحرة الطبيعية ما قبل/ فوق/ خارج قوانين الثقافة والحضارة القامعة بسلط المعرفة والأخلاق والدين والقانون والتقاليد؟ هل هي غابة هايدغر؟ غابة فرويد؟ غابة الحكايات الشعبية المغربية الحافلة بالجن والغيلان والبطولات والأساطير؟ أو هي ببساطة غابة تلك الأغنية الشعبية الرامزة التي تقول: "ما للغابة مقلقة"؟

وأخيرا ما هو أرنبها؟ حيوان الغابة؟ حيوان الكتب المدرسية وأفلام الصور المتحركة؟ نوع من الأمير الصغير يحاول تدجين هذا العالم المتوحش؟ العضو الجنسي الحي الذي تستمر به الحياة، والذي يمكر بنا، فيخيل لنا أننا نصطاده، حين يصيدنا؟

السؤال الثالث: عن هذه الكلمة الصغيرة المنصوبة كالشرك في الزاوية السفلية اليسرى من وجه الغلاف: "تراتيل". هل هي علامة على جنس أدبي جديد تنتمي إليه نصوص هذا الكتاب؟ هل هي ببساطة "كلمة/ موضة" من نوع الكلمات التي تروج في الوسط الثقافي زمنا ثم تتلاشى، كما راجت كلمة "الجسد" زمنا، وكما راجت بعدها (وكرد فعل ربما) كلمة "الروح" في النصوص الإبداعية، سيما وقد رأينا كلمة "التراتيل" تتصدر بعض الكتب الصادرة مؤخرا.

هل هي محاولة لغوية لمزج الدنس بالقداسة، أو للعودة بالجنس، الذي حطت من قيمته الأديان المتأخرة، إلى منبعه السحري في الأديان البدائية كطقس من طقوس العبادة؟

السؤال الرابع: عن نصوص الكتاب. ما معنى أن تكون مبنية بهذا الشكل؟ عدد النصوص في فهرست الكتاب ثلاثون نصا. هل هو شهر شعري؟ وهل هذا الشهر هو أيلول الذي يتكرر ذكره في النصوص والهوامش؟ وهل انسجاما مع هذا الشهر الخريفي كان لون الغلاف والأوراق أصفر؟ ثم ماذا عن النصوص نفسها؟ ولماذا تتشكل في هذه البنية الثلاثية؟ هناك أولا الكلمات الصغيرة في مقدمات النصوص، ثم النصوص المعنونة، ثم في آخر الكتاب الهوامش التي تحمل عنوانا جامعا "ما وراء الستار".

لماذا الكلمة الافتتاحية قبل النص؟ هل هي جزء من النص؟ أو نص مستقل؟ ولماذا الهوامش في آخر الكتاب؟ وهل هي أضواء خارجية كاشفة تساعد على تذوق النص مثل هوامش الشاعر الصديق إدريس الملياني، أو هي أجزاء عضوية من النصوص مثل هوامش الشاعر أدونيس، أو هي نصوص مستقلة توسع وتعمق بالنثر المناخ الذي نسجته النصوص الشعرية؟ ثم/ وهذا هو الأهم/ أين هو الشعر في النصوص؟ كيف يتجلى إن تجلى؟ وأين يكمن إن هو كمن؟ هل هو في هذه (العلاقات الخطرة) إن صح التعبير بين شخصيات النصوص؟ هل هو  في المعجم الجنسي الذي يهيمن على كلمات الكتاب؟ هل هو في إيقاع الوقفات المسجوعة في أغلب النصوص؟ هل هو في وحدة الزمان (أيلول، وليلا غالبا)، وفي وحدة الفضاء (فندق أو مركز استقبال أو مهرجان، قاعة رقص، الغرفة 341)، وفي وحدة الفعل (اللقاء الجنسي بين رجل وامرأة، كما حدث أو كما يتوقع أو كما يتذكر)؟ هل هو في الجزء الغائب من جسد الشعر، هذا المسكوت عنه الذي توحي به النقط في أغلب النصوص، والذي يحيل الشيء إلى "لا شيء"، ويشكل في الوقت نفسه من هذا "اللاشيء" شيئا. يقول الشاعر في الصفحة 58: "تقريبا لا شيء، تقريبا كل شيء، نحن لا نستطيع أن نكون لا شيء وكل شيء إلا عندما نمارس الحب". ألا يمكن أن نضيف: "أو عندما نمارس الشعر".

وأخيرا، لماذا تجاور الدرة الضرة؟ ولماذا بعد نص جميل مثل: "غائبة في الانتظار"، أو "تباريح العينين"؛ لماذا بعدهما يأتي نص مثل "وهم"، أو نص مثل "نكتة".

وهل يكفي ماء الجنس لجعل النص شعرا أو كتابة؟ ألا ينبغي تحليته على الأقل بسكرة فكر، بقطرة تأمل، بقرص عاطفة؟ أو على الأقل، بشغل لغوي طريف وممتع؟

لا أجدني بعد هذه التساؤلات العشواء قد وصلت إلى شيء محدد عن "أرنب الغابة السوداء"؛ وأجدني (مرة أخرى) أعود إلى الانطباع الأولي الذي استشعرته من أول قراءة. ذلك الانطباع الحر الملتبس المحايث، الذي يقول:

"ذات جسد

كان الإنسان سعيدا في جنته

العبقة.

... شعاعة سرد خنثى خرقت كالبرق ــ الجسد الواحد، فانماز

إلى جسدين.

ذات اثنين من الأجساد

ــ كان الأرنب مذعورا

ووحيد القرن وحيدا حتى القرن

والغابة قلقة ــ

هبطت قطرة شعر عطشى

فوق رمال الحس

... قليلا والتحم الجسدان

وأوى الإنسان إلى

جنته المحترقة.

* أحمد بوزفور

Publicité
Publicité
Commentaires
Y
je ne c pa commen je pe expliké 7 tranche de la société tel ke boujm3a ??????
M
bravo
BOUJEMAA ACHEFRI
Publicité
Archives
BOUJEMAA ACHEFRI
Derniers commentaires
Publicité