Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

BOUJEMAA ACHEFRI

16 juin 2005

عندما تتكلم الشفاه لـبوجمعة أشفري استبدال العين

05_big

عندما تتكلم الشفاه لـبوجمعة أشفري

استبدال العين الفاسدة بالمخيلة والحلم

سعيد منتسب

ليس هناك اقتراب بدون معرفة· هذا ما تحاول بورتريهات الشاعر والباحث الجمالي بوجمعة أشفري أن تقنعنا به؛ ذلك أنه يلاحق، عبر مُولِّدات وتقنيات مختلفة، غير المرئي داخل المرئي (الوجوه) إرضاء لذوقه -ذوقنا-العميق في المعرفة· ولهذا، فإننا نشعر ونحن نمعن سيرا في بورتريهاته أننا منساقين إلى مسيرة غير مرئية وممتعة تتضاعف دائما عير تشغيل خيالنا وتصوراتنا ومرجعياتنا، بل إن هذا السير يجعلنا نتساءل: ما هو الانشغال الجوهري الذي تحمله هذه البورتريهات؟ وهل الفنان بوجمعة منشغل برسم الوجوه أم العلاقات؟ 

وما دام بوجمعة قد استعمل، في أغلب بورتريهاته، وثائق المقارنة سعيا منه إلى الاقتراب من أعماله وزرعها بما يليق بها من ضوء وظلال، فلا بأس أن نقوم بالتفاتة في ما اقترفت يداه (عينه) سابقا.

في تراتيل أرنب الغابة السوداء انهمك بوجمعة على نقل انفعالاته الجسدية التي يحملها في الداخل، وتدمير الحركات وزلزلتها وتحويلها إلى حريم؛ ذلك أنه غير محصن ضد الحريم، ويقيم، تأكيدا وإصرارا، في ذات جسد، ذات صدفة، ذات سرير، ويكره أن يغادر متعة التحديق إلى الآخرين (بصيغة المؤنث) الليليين الذين يقولون له في وجهه: لا يغرنك ما تراه· ولذلك، حول بورتريهاتك إلى حفلة تنكرية باذخة وأبقى الوجوه  غير مرئية مع أنها مركزية في فن البورتريه، مما يمنحنا إمكانية الادعاء بأن الفنان يقتفي أثر المرأة الاستيهامية التي تتصدع وتتقلص باستمرار في إنتاجاته الشعرية والجمالية؛ ويكفي أن نقرأ الفصل الثالث من مؤلفه الفن بين الكلمة والشكل: (رجل يسعل تحت المطر- الكتاب الذي نسيته ذات يوم- البشرى والليالي العشر) لندرك أن عندما تتكلم الشفاه مجرد ذريعة لمواصلة اقتفاء السر للوصول إلى مملكته السعيدة: إثنوغرافيا الجنس المتعددة، وهذا ما انتبهت إليه دليلة أردان - بتواطئها الحميم- حين اعتبرت أن ما يقوم به البورترتيست (بوجمعة أشفري) أمام الموديل الذي يشتغل عليه يتأسس على علاقة سادومازوشية·· وممارسة الحب والقتل·

لقد أدرك البورترتيست أن الرؤية البصرية، دائما، خادعة، ولذلك استبدلها برؤية ذهنية لا تمنح الموديلات ما تستحقه من ضوء أو ألوان (كلها بالأبيض والأسود)، بل ما يجعلها قريبة من الغياب· فليس صدفة أن يحمل البورتريه الأول عنوان عندما يغيب الوجه؛ لا يهم الوجه، وحدها التفاصيل الصغيرة، المنزلقة، المهملة، تتراكم في ذاكرته، يمحوها ثم يعيد رسمها بانطباعية عفوية على قماش من خيال، لا يشبه أحدا إلا صاحبه، ولا يهتم بشيء إلا أنثاه التي تشبه العيون السود أو "أموروزا" أو "التوت المتوحش" أو "شجرة الأمنيات" أو "والواحدة لا تتحرك بدون الأخرى" أو "الحياة وجود دائم أمام النافذة"··إلخ·

إن بوجمعة أشفري في عندما تتكلم الشفاه يستعمل مواد وتقنيات متباينة، ولعلني أجازف إذا قلت بأنه أعلن- في جزء من هذا العمل- الانتماء لـانطباعية رونوار الذي كان منشعلا، في العمق، بقلب عادات التصوير والصباغة عبر استعمال ألوان نقية ووضعها، نقطة نقطة، بدون خلطها على ظهر القماش (كما دأب على ذلك الانطباعيون)· وأجازف أيضا بالقول إنه- في جزء آخر، وإن بدرجة أقل- يستلهم فتوحات السورياليين الذين يناهضون الحضارة الفاسدة ويستبدلون الواقع الخادع بالحلم والمخيلة والغوص في اللاوعي·

إن ما يهم  البورترتيست في هاتين التقنيتين هي الخروج من هذا القفص الهائل الذي تصنعه الحواس، وأيضا  التنازل عن مركزية الوجه لصالح قيمة الصداقة باعتبارها قيمة جمالية عليا· إن ما يقوله مالارميه:  أنا أفكر من خلال الأشياء والأشياء تفكر من خلالي ينطبق على أشفري الذي  يحاول الإمساك بالسماء عبر التشبث بوهج  لحظة أو لمسة أو ارتعاشة صغيرة يضفيها على الموديل  لمواجهة ضوضاء ذاته الجريحة (في البورتريهات جرح اسمه: الجليد) بوضعها تحت شمس الآخرين (كما يتصورهم، لا كما هم في الواقع)· ذلك أنه، حينما يقف أمام الموديل- يحاول بطريقة مباشرة أو غير مباشرة رسم سلوك الشخصيات ورغباتها ووعيها:

-لا ينام باكرا· يستيقظ وكأنه لم ينم· تشعر، كلما نظرت في عينيه، بأنه في يقظة دائمة· لا يفقد هدوءه مع جلسائه· ينصت إليهم جيدا، ويستجيب لحساسيتهم الشخصية وحساسية اللحظة، وما إن يكاد يمسك بالمشترك في التناقضات حتى يشف، ويبدو كمثل ضوء (عندما يغيب الوجه)·

-هكذا تبدأ صباحاتها: ترى كل شيء· تحس كل شيء· تستنفد كل شيء· تكتشف كل شيء· وتنسى كل شيء·· (والواحدة لا تتحرك بدون الأخرى

-أحيانا، تشعر بأنها خاوية، ومهيأة، وجاهزة دون علم منها للانخطاف الذي سيفاجئها· وأحيانا أخرى، تشعر بأنها هي من سيفاجئ الانخطاف (يد مليئة بالسخاء..(

-تلوذ بالليل للنوم· تلوذ به، أيضا، للتأمل وإعادة النظر· تماما، كما يحدث لها، مع البحر· الأمواج، والأفق الممتد، والزرقة، تنعشها وتفرغها من ضجيج المدينة (الوقوف عند حد الفراغ)·

-الأمكنة التي تستهويه هي التي لا يعرف، حقيقة، أين يوجد داخلها· إنها تماما كقصائد مغرقة في اليأس واللامبالاة، يكرمشها حين يرى أنها مستعدة للضحك (شاخصا مثل بوم..)

-الحذاقة اكتسبها من هذا الانطواء، ومن الخجل الذي يتعارك معه في الخارج (خارج المنزل، وخارج القسم) (القمقم السحري

-ترتسم الايتسامة على شفتيه رغما عنه· هي ليست قناعا، هي طبعه (كطبع الأفعى)· يتذكر أن الابتسامة كانت تثير حفيظة معلميه وأساتذته (الأطفال يمثلون الأحلام(

-يحس في كثير من الأحيان أنه شخص آخر، يتلاقى معه، ويتقابل وإياه· يتعرف على نفسه بالتضاد وليس بالتشابه (صامتا كالأزرق)·

- هي تعثر دائما على ذاتها في الوضوح الذي تضعه أمامها· مجرد إشارات صغيرة فقط، وتتجه إلى الأمام، وتفرح· مجرد إشارات صغيرة أيضا، وتتألم·· (الطفولة كتابي المفضل

- تحافظ على كيمياء التجاذب بينها وبين الأشياء التي تحيط بها، خاصة الأشياء الصغيرة والحميمة· لا تملك يقينا مطلقا لأنها تسور نفسها بالشك والحيطة· الشك فيما تمنحه الكلمات من انطباعات قد تكون فقط توهمات ليس إلا (الحياة وجود دائم أمام النافذة

-··كانت سراب عفان بين يديه، وكان يقرؤها·· وفجأة (لا أعرف كيف حدث ذلك) خرجت كاملة مشيقة القوام، وجلست أمامه، وصارت تحدثه ويحدثها·· هكذا رأيت·· لم أكن أحلم، ولم أكن أتخيل، ولم أسأله عن الأمر فيما بعد· (خذ نفسا عميقا·· وانتظر)·

إن بورتريهات أشفري غير منفصلة عن وعيه الجمالي، وكأننا به يتأمل -عبر جسر الكتابة- ألبوم ذكرياته مع أصدقائه (بدرجات متباينة). فـالشفاه التي تتكلم (شفاه الموديل) تتلون بوعي آخر سابق أو متخيل (المناجاة -البوح -استخدام ضمير المخاطب -إطلاق صرخات الغضب والاحتجاج  والاستسلام لأحلام اليقظة- السخرية) ، كل هذا يظهر بوضوح في كل البورتريهات. وكل هذا يؤدى إنتاج مزيد من الدلالة·· إن بوجمعة أشفري في هذا العمل الجميل والاستثنائي لم يحاول شيئا سوى ملاحقة نفسه ماهمَّ إن خسرت العالم·· المهم أن أكسب نفسي·· نفسي·

Publicité
Publicité
7 juin 2005

Idoles

marx2nietzsche2main_freud1

Fragments d’un journal inachevé

Idoles de ce temps:

Marx, Nietzsche, Freud.

Iles sont les (l)armes de la pensée.

***  ***  ***

Je marche.

L’oublie m’emporte.

Faut-il que j’attende l’Autre de Lacan?

Il faut être une idole pour être une lacune.

***  ***  ***

La femme est étr-ange.

La mort est une femme souriante.

Mais, est-elle l’espace où dieu demeure?

***  ***  ***

«Nul ne peut être Nietzsche  authentiquement

Sans être Nietzsche.» (G. Bataille)

J’ai un corps sénescent.

Je le pousse au bord de l’écriture.

Sénescence… assez!

***  ***  ***

Ô page!

Amie du poète.

«Je ne suis sûr de rien.»

***  ***  ***

Au bord de la mer:

Les vagues se parlent.

Sur le sable dieu se trace.

L’homme est un être immortel.

***  ***  ***

Hier, chez «S».

Elle me parla de Platon.

Je n’ai rien dit.

Il me faut un déclin.

«S» est dans sa chambre.

Elle pleure…

Le mur...

Air/ Papillon, efface-le.

«S» demeure dans le «UN» de Parménide.

***  ***  ***

Femme !

Un mot qui n’a ni commencement ni fin.

«Tu peux te libérer d’un objet, d’un visage, d’une obsession, disait Reb Samuel, tu ne peux te libérer d’un mot, car le mot est ta naissance et ta mort.»

*** *** ***

Cache-toi.

Seul l’errant te retrouvera.

***  ***  ***

Lecture de «Madame Edwarda et le Mort».

«Sa souffrance était en moi comme la vérité d’une flèche...»

***  ***  ***

Léonard Cohen chante:

«Suzanne takes you down

to her, place near the river,

you can hear the boats go by

you can stay the night beside her….»

J’aime la voix de ce juif errant.

Où m’emportera, cette flamme errante?

***  ***  ***

Je me lève.

Je lave le visage du miroir.

La neige tombe.

***  ***  ***

«Artaud n’est pas un fils de Nietzsche…»

Moi, je le suis… ni par dedans, ni par dehors… ce n’est qu’un instant que je me métamorphose en un fils de Nietzsche.

***  ***  ***

Une petite fille sourit.

La pluie caresse mes cheveux.

***  ***  ***

De ma fenêtre,

Une fleur me regarde.

J’ai le cœur d’un papillon.

***  ***  ***

Chère «A»,

J’ai un désir d’être allemand. Je me sens trop oriental, mais à la façon nietzschéenne.

Devant le livre total, les lettres draguent mes plaisirs.

***  ***  ***

La vérité parle:

«Comme ma mère, je vis et je deviens vieille.»

Il ne faut pas oublier que la vieille idole est une langue déflorée.

Déflorer: puissance du dépassement.

***  ***  ***

Chercheur d’une vérité est chercheur d’une femme.

Nous posons Nietzsche en face de cette boutade.

Femme: Suicide ou Folie.

***  ***  ***

Je serai subversif.

La philosophie est Femme.

***  ***  ***

Le cercle n’a ni commencement ni fin. Il est clos.

Le voyage vers le Cercle est un voyage sur des éperons.

Un voyageur danois nous a laissé cette vérité: Ou bien… Ou bien…!

***  ***  ***

Femmes: tissu du texte nietzschéen.

***  ***  ***

Il écrit, si l’on peut dire, «de main de femme».

J’aimerais bien écrire, aussi, comme une femme.

J’essaie… (Derrida).

Boujemaa Achefri

Casablanca 1985   

5 juin 2005

La douce et les larmes

02_bigElle se serait avancée lentement, elle aurait ouvert ses lèvres et, d'un seul coup, elle aurait pris dans son entier son extrémité douce et lisse. Elle aurait fermé les lèvres sur l'ourlet qui en marque la naissance. Sa bouche en aurait été pleine. La douceur en est telle que des larmes lui viennent aux yeux.

M. Duras(L'Homme assis dans le couloir 26) 

5 juin 2005

Lièvre

courb81

عن "أرنب الغابة السوداء" لبوجمعة أشفري

حين قرأت مخطوطة "أرنب الغابة السوداء" لأول مرة كان انطباعي غامضا، كان نوعا من الشعور الهلامي الكثيف الملتبس لا أستطيع تبينه وفرز ملامحه، فحاولت التعبير عنه بأسلوب قريب من الشعر، يلملم هذا الشعور الملتبس الكثيف، ويقدمه خاما كما شعرت به، والكلمة التي كتبتها حينئذ هي التي تفضل الشاعر فوضعها على ظهر الغلاف.

وحين عدت إلى قراءة الكتاب المطبوع مرة أخرى، استرجعت ذلك الانطباع الأولي الملتبس مرة أخرى، وطرحت عليه مجموعة من الأسئلة الصغيرة التفصيلية، حاولت من خلالها أن أفككه لأفهمه، لأفهم طبيعته ومصادره في نصوص المجموعة، ولأترجمه إلى كلمات بسيطة وواضحة تخرجه من الظلمات إلى النور.

ولكن هذه المحاولة فشلت، وبقيت الأسئلة في أكمامها دون أن تتفتق عن أجوبة، لذلك سأكتفي بطرح هذه الأسئلة.

وأول سؤال طرحته، كان على الغلاف: لماذا هذه الصور المنثورة على رمال الغلاف الصفراء؟ وهل هي لرجال ونساء متعددين أو لرجل وامرأة فقط، في أشكال وأوضاع متعددة حسب تطور العلاقة بينهما؟ وهل هما يرقصان؟ يتحابان؟ يتصارعان؟ هل تعبر هذه الأجساد المزدوجة الجنس في التحامها وانفصالها عن العقم أو عن الخصوبة؟ وهل هناك دلالة لكون فنانين اثنين (وليس واحدا) كانا وراء هذا الغلاف: أحدهما امرأة والثاني رجل. فكرة الغلاف: كنزة بنجلون، وإنجازه: أحمد رشيدي؟

أما السؤال الثاني، فكان عن العنوان: ما هي هذه الغابة السوداء؟ هل هي غابة ديونيسوس/ نيتشه/ لورانس: الحياة الحرة الطبيعية ما قبل/ فوق/ خارج قوانين الثقافة والحضارة القامعة بسلط المعرفة والأخلاق والدين والقانون والتقاليد؟ هل هي غابة هايدغر؟ غابة فرويد؟ غابة الحكايات الشعبية المغربية الحافلة بالجن والغيلان والبطولات والأساطير؟ أو هي ببساطة غابة تلك الأغنية الشعبية الرامزة التي تقول: "ما للغابة مقلقة"؟

وأخيرا ما هو أرنبها؟ حيوان الغابة؟ حيوان الكتب المدرسية وأفلام الصور المتحركة؟ نوع من الأمير الصغير يحاول تدجين هذا العالم المتوحش؟ العضو الجنسي الحي الذي تستمر به الحياة، والذي يمكر بنا، فيخيل لنا أننا نصطاده، حين يصيدنا؟

السؤال الثالث: عن هذه الكلمة الصغيرة المنصوبة كالشرك في الزاوية السفلية اليسرى من وجه الغلاف: "تراتيل". هل هي علامة على جنس أدبي جديد تنتمي إليه نصوص هذا الكتاب؟ هل هي ببساطة "كلمة/ موضة" من نوع الكلمات التي تروج في الوسط الثقافي زمنا ثم تتلاشى، كما راجت كلمة "الجسد" زمنا، وكما راجت بعدها (وكرد فعل ربما) كلمة "الروح" في النصوص الإبداعية، سيما وقد رأينا كلمة "التراتيل" تتصدر بعض الكتب الصادرة مؤخرا.

هل هي محاولة لغوية لمزج الدنس بالقداسة، أو للعودة بالجنس، الذي حطت من قيمته الأديان المتأخرة، إلى منبعه السحري في الأديان البدائية كطقس من طقوس العبادة؟

السؤال الرابع: عن نصوص الكتاب. ما معنى أن تكون مبنية بهذا الشكل؟ عدد النصوص في فهرست الكتاب ثلاثون نصا. هل هو شهر شعري؟ وهل هذا الشهر هو أيلول الذي يتكرر ذكره في النصوص والهوامش؟ وهل انسجاما مع هذا الشهر الخريفي كان لون الغلاف والأوراق أصفر؟ ثم ماذا عن النصوص نفسها؟ ولماذا تتشكل في هذه البنية الثلاثية؟ هناك أولا الكلمات الصغيرة في مقدمات النصوص، ثم النصوص المعنونة، ثم في آخر الكتاب الهوامش التي تحمل عنوانا جامعا "ما وراء الستار".

لماذا الكلمة الافتتاحية قبل النص؟ هل هي جزء من النص؟ أو نص مستقل؟ ولماذا الهوامش في آخر الكتاب؟ وهل هي أضواء خارجية كاشفة تساعد على تذوق النص مثل هوامش الشاعر الصديق إدريس الملياني، أو هي أجزاء عضوية من النصوص مثل هوامش الشاعر أدونيس، أو هي نصوص مستقلة توسع وتعمق بالنثر المناخ الذي نسجته النصوص الشعرية؟ ثم/ وهذا هو الأهم/ أين هو الشعر في النصوص؟ كيف يتجلى إن تجلى؟ وأين يكمن إن هو كمن؟ هل هو في هذه (العلاقات الخطرة) إن صح التعبير بين شخصيات النصوص؟ هل هو  في المعجم الجنسي الذي يهيمن على كلمات الكتاب؟ هل هو في إيقاع الوقفات المسجوعة في أغلب النصوص؟ هل هو في وحدة الزمان (أيلول، وليلا غالبا)، وفي وحدة الفضاء (فندق أو مركز استقبال أو مهرجان، قاعة رقص، الغرفة 341)، وفي وحدة الفعل (اللقاء الجنسي بين رجل وامرأة، كما حدث أو كما يتوقع أو كما يتذكر)؟ هل هو في الجزء الغائب من جسد الشعر، هذا المسكوت عنه الذي توحي به النقط في أغلب النصوص، والذي يحيل الشيء إلى "لا شيء"، ويشكل في الوقت نفسه من هذا "اللاشيء" شيئا. يقول الشاعر في الصفحة 58: "تقريبا لا شيء، تقريبا كل شيء، نحن لا نستطيع أن نكون لا شيء وكل شيء إلا عندما نمارس الحب". ألا يمكن أن نضيف: "أو عندما نمارس الشعر".

وأخيرا، لماذا تجاور الدرة الضرة؟ ولماذا بعد نص جميل مثل: "غائبة في الانتظار"، أو "تباريح العينين"؛ لماذا بعدهما يأتي نص مثل "وهم"، أو نص مثل "نكتة".

وهل يكفي ماء الجنس لجعل النص شعرا أو كتابة؟ ألا ينبغي تحليته على الأقل بسكرة فكر، بقطرة تأمل، بقرص عاطفة؟ أو على الأقل، بشغل لغوي طريف وممتع؟

لا أجدني بعد هذه التساؤلات العشواء قد وصلت إلى شيء محدد عن "أرنب الغابة السوداء"؛ وأجدني (مرة أخرى) أعود إلى الانطباع الأولي الذي استشعرته من أول قراءة. ذلك الانطباع الحر الملتبس المحايث، الذي يقول:

"ذات جسد

كان الإنسان سعيدا في جنته

العبقة.

... شعاعة سرد خنثى خرقت كالبرق ــ الجسد الواحد، فانماز

إلى جسدين.

ذات اثنين من الأجساد

ــ كان الأرنب مذعورا

ووحيد القرن وحيدا حتى القرن

والغابة قلقة ــ

هبطت قطرة شعر عطشى

فوق رمال الحس

... قليلا والتحم الجسدان

وأوى الإنسان إلى

جنته المحترقة.

* أحمد بوزفور

Publicité
Publicité
BOUJEMAA ACHEFRI
Publicité
Archives
BOUJEMAA ACHEFRI
Derniers commentaires
Publicité